الرقيه الشرعيه

ان المتامل في سنن الله ليعلم ان البلاء سنة من سننه الكونية القدرية ، يقول الله تعالى ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين ) ، ويخطئ من يظن ان الصالحين من عباد الله تعالى هم ابعد الناس عن الابتلاء والمصائب ، سئل النبي صلى الله عليه وسلم اي الناس اشد بلاء ؟ قال : ( الانبياء ثم الصالحون ثم الامثل فالامثل من الناس يبتلى عنه ) وهو من علامات حب الله للعبد ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( وان الله اذا احب قوما ابتلاهم ) رواه احمد والترمذي ، وهو من علامات ارداة الله لعبده الخير قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( اذا اراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا ، واذا اراد الله بعبده الشر امسك عنه ذنبه حتى يوافي به يوم القيامة )رواه الترمذي ، والبلاء كفارة للذنوب مهما صغرت قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( مامن مسلم يصيبه اذى من شوكة فما فوقها الا كفر الله بها سيئاته كما تحط الورقة شجرها ) رواه الترمذي

ولذلك فان المسلم المبتلى ان كان صالحا فالبلاء تكفير لسيئات مضت ، او رفعة في الدرجات ، وان كان عاصيا فهو تكفير السيئات ، وتذكير بقصر الدنيا ليقلع عن السيئات

الوقاية : ينبغي علينا ان نعرف اسباب الوقاية من العين والسحر قبل وقوعها ونعمل بها وكما قيل ( الوقاية خير من العلاج ) ، وتكون الوقاية باشياء كثيرة منها

تقوية النفس بالتوحيد ، والايمان بان المتصرف بالكون هو الله والكثار من الحسنات

اذا اشتهر عن انسان انه عائن او ساحر فانه يتجنب من باب فعل الاسباب وليس خوفا

ذكر الله والتبريك عند رؤية ما يعجبه ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( اذا راى احدكم من نفسه او ماله ،فليدع البركة ، فان العين حق )

ومن اسباب الوقاية من السحر التصبح بسبع تمرات من ( عجوة ) المدينة المنورة

اللجوء الى الله والاستعاذة به من العين والسحر ، والمحافظة على الاذكار لها اثر يزيد وينقص بحسب امرين : الاول هو الايمان بان ما جاء فيها صدق وحق ، وانه نافع باذن الله ، وعلى قدر الايمان يكون التاثير . الثاني هو ان ينطق لسانه بهذه الاذكار والتعاويذ وقلبه حاضر ، لان هذه الاذكار دعاء ، والدعاء لا يستجيب من قلب غافل ، وكما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعلى قدر حضور القلب يكون التاثيرباذن الله

وقت الاذكار والتعاويذ : اما اذكار الصبح فانها تقال بعد صلاة الفجر ، واما اذكار المساء فانها تقال بعد صلاة العصر ، واذا نسي المسلم ان يقولها او غفل فليقلها عند تذكره لها

علامات الاصابة بالعين وغيرها : ليس هناك تعارض بين الطب وبين الرقية الشرعية ، فالقرآن فيه شفاء من الامراض العضوية والامراض الروحية ، واذا كان الانسان سليما من الامراض العضوية فان الاعراض تكون غالبا على هيئة صداع متنقل ، صفرة في الوجه ، كثرة التعرق والتبول ، ضعف الشهية ، تنمل او حرارة او برودة في الاطراف ، خفقان في القلب ، الم متنقل اسفل الظهر والكتفين ،حزن وضيق في الصدر ، ارق في اليل ، انفعالات شديدة من خوق وغضب غير طبيعي ، كثرة التجشؤ ، والتنهد ، حب الانعزال ، الخمول والكسل ، الرغبة في النوم ، ومشاكل صحية اخرى لا سبب طبي لها ، وقد توجد هذه المعاملات او بعضها في بحسب قوة المرض او ضعفه ، ولا بد للمسلم ان يكون قوي الايمان قوي القلب لاتدخله الوسواس ، بان يوهم نفسه بانه مصاب بمرض ما بمجرد احساسه باحد هذه الاعراض ؛ لان مرض الوسواس من اصعب الامراض علاجا ، وقد توجد بعض هذه المعاملات عن بعذ الناس وهم اصحاء ، وقد توجد ويكون السبب مرضا عضويا ، وقد توجد ويكون السبب فيها ضعف الايمان ، مثل : ضيق الصدر ، وقلة الرزق ، والحزن ، والخمول وغيرها ، فعله بمراجعة حساباته مع الله عز وجل

فاذا كان المرض بسبب العين ، فان العلاج باذن الله يكون باحد امرين

الامر الاول ، فان عرف العائن : فانك تامره ان يغتسل وتاخذ المائ ثم تغتسل به
الامر الثاني ، ان جهل العائن : فان الاستشفاء يكون بالرقية ، والدعاء بان يكشف الله كربه

واما اذا كان المرض سحرا فان العلاج يكون باحد امور

ان يعلم محل الساحر : فاذا وجده وفك عقده وهو يقرا المعوذتين ثم احرقه
الرقية الشرعية : وخاصبة بالمعوذتين وسوف تاتي
النشرة : وهي نوعان ( أ ) محرم : وهو حل السحر بالسحر ، والذهاب الى السحرة لفكه ( ب ) جائز: منها اخذ سبع ورقات سدر ودقها بين حجرين ، ثم القراءة عليها ثلاث مرات بسورة ( الكافرون ) و ( الاخلاص ) و ( الفلق ) و ( الناس ) ، ثم جعلها في ماء ، ثم الشرب والاغتسال منها ، وتكرار ذلك حتى الشفاء ان شاء الله . اخرجه عبد الرزاق في مصنفه

الرقيــة : شروط الرقية : (1) ان تكون باسماء الله وصفاته (2) ان تكون باللسان العربي ، او ما يفهم معناه (3) الاعتقاد بان الرقية لا تؤثر بنفسها وان الشفاء من الله

شروط الراقي : (1) يستحب ان يكون الراقي مسلما صالحا تقيا في نفسه ، وكلما كان اصلح كان اثر الرقية اقوى . (2) ان يتوجه اثناء الرقية الى الله بصدق ، بحيث يجتمع فيها القلب مع اللسان ، والافضل ان يرقى الانسان نفسه ، لانه لا احد يحس باضطراره وحاجته يمثل ما يحس هو بنفسه ، والله عز وجل وعد المضطرين بالاجابة ، وغالبا ما يكون الراقي مشغول القلب

شروط المرقي : (1) يستحب ان يكون مؤمنا صالحا فعلى قدر الايمان تكون تاثر الرقية عليه قال تعالى ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا ) (2) التوجه الى الله بصدق ان يشفيه (3) ان لا يستبطئ الشفاء ، لان الرقية دعاء ، واذا استعجل الداعي الاجابة فانه قد لا يستجاب له ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( يستجاب لاحدكم ما لم يعجل يقول : دعوت فلم يستجب لي ) متفق عليه

والرقية لها طرق : (1) قراءة الرقية مع النفث (2) القراءة بدونها (3) خلط الريق بالتراب (4) قراءة الرقية مع مسح موضع الالم

آيات واحاديث يرقى بها المريض

الآيات

( سورة الفاتحة ) ( آية الكرسي ) ( آخر آيتين من سورة البقرة ) ( ان في خلق السموات والارض واختلاف اليل والنهار لآيات لاولي الالباب ، الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ) ، ( واوحينا الى موسى ان الق عصاك فاذا هي تلقف ما يافكون ، فوقع الحق وبطل ماكانوا يعملون ، فغلبوا هناك وانقلبوا صاغرين ) ، ( قالوا يا موسى اما ان تلقي واما ان نكون اول من القى ، قال بل القوا فاذا حبالهم وعصيهم تخيل اليه من سحرهم انها تسعى ،فاوجس في نفسه خيفةً موسى ، قلنا لا تخف انك انت الاعلى ، والق ما في يمينك تلقف ما صنعوا انما صنعوا كيد ساحرٍ ولا يفلح الساحر حيث اتى ) ، ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا ) ، ( قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمى ) ، ( لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله ، وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) ، ( وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لمّا سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون ) ، ( سورة الكافرون ) و ( سورة الاخلاص ) و ( سورة الفلق ) و سورة الناس

الاحاديث

اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك ) سبع مرات ( اعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين ولامة ) ثلاث مرات ( اللهم رب الناس اذهب الباس اشف انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ) ثلاث مرات ( اللهم اذهب عنه حرها وبردها ووصبها ) ( حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ) سبع مرات ( بسم الله ارقيك من كل داء يؤذيك ومن شر كل نفس او عين حاسد ، الله يشفيك بسم الله ارقيك ) ، تضع يدك على الالم وتقول ( بسم الله ( ثلاث مرات ) اعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما اجد واحاذر ) سبع مرات

تنبيهات

(1) لا يجوز تصديق الخرافات فيما يخص التعامل مع العائن من شرب بوله وغيرها والعين لا تنتهي بموت العائن

(2) لا يجوز وضع التمائم على ما يخشى وقوع العين عليه من جلود واساور وقلائد ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( من تعَلّقَ شيئا وُكِلَ اليه ) رواه الترمذي ، حتى وان كانت من القرآن

(3) كتابة ماشء الله تبارك الله ، او رسم سيف ، او سكين ، او رسم عين ، و وضع القرآن في السيارة او تعليق بعض الآيات في البيوت ، فان كل هذه الامور لا تدفع بها العين ، بل قد تكون من التمائم المحرمة

(4) يجب على المريض ان يوقن بالاجابة ، وان لا يستبطئ الشفاء ، ولو قيل له بان الشفاء بعقاقير تؤخذ طول الحياة لما جزع ، واذا طال به المقام بالرقية الشرعية جزع ولم يصبر ، مع ان له بكل حرق يتلوه حسنة ، والحسنة بعشر امثالها وعليه بالدعاء ، والاكثار من الصدقة فانها مما يستشفى بها

(5) القراءة االجماعية مخالفة للسنة واثرها ضعيف ، كذلك الاقتصار في الرقية على جهاز التسجيل ، حيث ان يشترط في الراقي النية وهي غير متحققة في جهاز التسجيل ، وان كان في سماعه خير ، ولا يحدد لتكرار آيات الرقية عدد بلا دليل

(6) هناك بعض العلامات التي يستدل بها او ببعضها على ان هذا الراقي يتعامل بالسحر وليس بالقرآن ، ولا يغرك بعض ما يظهرونه من الديانة ، فقد يستفتح قراءته بالقرآن الكريم وما يلبث ان يغير ذلك ، وقد يكون ممن يعتاد المساجد للتمويه على الناس ، وقد تراه يكثر من ذكر الله امامك ، فلا يغرك هذا فتنبه

علامات السحرة والمشعوذين : * سؤال المريض عن اسمه او اسم امه مع ان معرفة الاسم او جهله لا تغير في العلاج شيئا * ان يطلب من المريض اثرا من ملابسه كالثوب او الفنيلة * قد يطلب من المريض حيوانا بصفات معينه ليذبحه للجن ، وربما يلطخ بدمه المريض * كتابة او قراءة الطلاسم التي لا تفهم وليس لها معنى * اعطاء المريض ورقة فيها مربعات بداخلها حروف وارقام تسمى ( الحجاب ) * قد يامر المريض بان يعتزل الناس مدة ما في غرفة مظلمة وتسمى ( الحجبة ) * قد يامر المريض بان لا يمس الماء مدة معينة وهو يحددها * ان يعطي المريض شيئا يدفنه في الارض * ان يعطي المريض ورقة يحرقها ويتبخر بها * قد يخبر المريض ببعض خصوصياته التي لا يعرفها احد ، او باسمه وبلده ومرضه قبل ان يتكلم * تشخيص حالة المريض بمجرد الدخول عليه او بالهاتف او بالبريد

(7) مذهب اهل السنة ان الجني يتلبس بالانسي ، والدليل قوله تعالى ( الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) وقد اجمع المفسرون ان المراد بالمس في الآية انه الجنون الشيطاني الذي يعتري الانسان بسسب تلبس الجني